سوف احكي لكم قصتي من البداية وكيف دخلت عالم قطع غيار السيارات. تبدأ احداث قصتي عندما بدأت الدخول في مجال التجارة وكان ذلك في العام 2001م عندما كنت في أولى سنوات دراستي الجامعية تخصص إدارة اعمال. حيث قال والدي (بما انه كان يملك محلا تجاريا) لماذا لا تعمل معي في المحل حتى تزيد من دخلك. حيث ان مكافأة الجامعة لا تكاد تكفي. فوافقت وبدأت اتعلم مع والدي طرق البيع والشراء واسرار المهنة والتعامل مع الناس وكذلك طرق خلق العلاقات التجارية والتعامل مع الموردين وغير ذلك من المعلومات التجارية التي تكتسب بالممارسة وليس فقط من خلال القراءة.
أول وظيفة
بعد انتهائي من الدراسة الجامعية أبلغت والدي حينها بأنني ارغب في البحث عن وظيفة. والتوجه لسوق العمل والبحث عن ذاتي. وبفضل الله ومنته تمكنت من إيجاد وظيفة في البنك السعودي البريطاني حينها. وخلال عملي في البنك كنت من عشاق السيارات انا وبعض أصدقائي. فكنت أحب فكرة تعديل السيارات والاضافات التي تزيد من أدائها. وهنا قررت مع أصدقائي ان نقوم بفتح مركز للصيانة الخفيفة. وفعلا حصل ذلك بحثت عن مركز لا يرغب صاحبه فيه واخذته منه عبر نظام التقبيل.
اول مشروع
هنا بدأ مشواري التجاري الخاص وقمت انا بتولي الإدارة للمركز وقام اصحابي بتولي الأمور الأخرى. وقمنا كذلك بالبحث عن العمالة الفنية الماهرة. وذلك لتقديم خدمات ترتقي بالمستوى. كان المركز عبارة عن مركز صيانات خفيفة وكذلك ميزان. ولكن نقوم بإجراء بعض الاعمال المتقدمة للأصدقاء والمعارف فقط. بعد فترة من التشغيل قاموا اصحابي بالانسحاب واحدا تلوا الاخر خلال فترة زمنية محددة حتى بقيت انا لوحدي في هذا المركز.
العلاقات في المطارات
في احدى رحلاتي الى اوروبا قابلت رجل في صالة الانتظار في المطار امريكي الجنسية. ومن أصول برازيلية وكان يشتكي لي بأنه كان على موعد توقيع عقد اتفاقية بينه وبين شخص اخر عربي. على أساس توريد قطع غيار سيارات لعلامة تجارية خاصه به ولديه مصنع للقطع. وانهم قد اختلفوا في شروط الامتياز التجاري حيث كان المصنع مشترط ان يكون هناك مركز صيانة متوفر لدى الوكيل. كما يجب ان يكون لدية قاعدة عملاء قوية. كما يجب ان يقوم بسحب كمية من قطع تسمى fast moving أي سريعة البيع حيث انها تشكل الطلب الأعلى. وهنا زاد اهتمامي في هذا المجال ووجدت ان امامي فرصة من ذهب حيث ان كل هذه الشروط تنطبق علي.
اغتنم الفرصة فقد لا تتكرر!
أبلغته بأنني من السعودية وارغب في التعامل معه. وان لدي معرفة في هذا المجال وبالفعل رحب بذلك كثيرا. قمت بزيارة المصنع في أمريكا وكان كما كنت أتوقع وأكثر وكان يقدم قطع غيار لمختلف السيارات اليابانية، الكورية و الامريكية وغيرها وكان مصنعا كبيرا ويوفر قطع الغيار المعتمدة من صانع السيارات والذي يطلق عليها اسم OEM وهي قطع تقوم بعض المصانع بصناعتها ولكنها ليست الاصلية من المصنع ولكن معتمده ضمن معايير الصانع الرئيسي للسيارة. وكان السوق السعودي متعطش لهذه القطع.
قمت بتوقيع الاتفاقية هناك معه وطلبت منه أيضا توقيعها أبلغني ان ذلك يستغرق بعض الوقت لإنهاء الإجراءات القانونية وغير ذلك. ابلغته بأنني سأعود للسعودية وأبلغني انه عندما تنتهي الإجراءات القانونية سيرسل لي نسخ العقود عبر البريد وكانت الاتفاقية على توريد قطع غيار هذه العلامة التجارية بشكل حصري للسعودية ودول الخليج العربي. وعدت للسعودية بهذا الامتياز التجاري في مجال قطع غيار السيارات وبدأت رحله جديدة.
امتياز تجاري ممتاز
وصلت الى السعودية وصلتني بعد ذلك أوراق الاتفاقية ثم بدأت بالطلب حاويات من مختلف القطع. وبدأت بالطلب اول شحنه ثاني شحنة ثالث شحنه تقريبا كنت اطلب حاوية كل 5 الى 6 أشهر وكل حاوية تحتوي على 20 الى 24 طبلية متعددة القطع. وبدأت هذه العلامة التجارية الجديدة تستحوذ على جزء من سوق قطع غيار السيارات. وأصبح مركز السيارات الخاص بي يقوم بتركيب هذه القطع فقط وأصبحت دخل إضافي للمركز لدي. ولأن هذه القطع كانت ذات جودة صناعية عالية وردتني طلبات على هذه العلامة التجارية من مختلف مناطق ومدن المملكة. ولم ادفع ريال بعد في التسويق. فلقد كانت هذه العلامة التجارية تسوق نفسها عن طريق كل من قام بتجربتها وبالتالي زادت ثقة العميل في المنتج وقام بالتسويق له.
بداية المشكلة
قبل 8 أشهر من بداية عصر كرونا حصلت مشكلة حيث انني انتبهت الى ان العملاء الذين يحضرون الى مركز الصيانة الخاص بي يحضرون ومعهم نفس قطع العلامة التجارية التي امتلكها. فاستغربت فعندما سألتهم دلوني على المكان الذي حصلوا منه على القطع وقمت بزيارة المكان ووجدت ان هذا المكان يبيع نفس القطع الخاصة بي وبأقل مني تكلفتي ب 30% وهنا كانت الصدمة بالنسبة لي. كيف للمصنع ان يبيع لأحد غيري وانا امتلك عقد حصري مع المصنع.
انكار وخيانة
تواصلت مع المصنع وشرحت لهم القصة. أنكروا انهم قاموا ببيع أي قطع لعميل اخر من منطقه الخليج كوني امتلك عقد حصري لمنطقة الخليج كامله وقالوا قد يكون احضرها عن طريق أحد الدول الأخرى او الوكلاء الاخرين لدول أخرى وليس عن طريقهم. بحكم تجاربي السابقة اعرف ان الامريكان يميلون بشكل كبير الى من يقوم بإفادتهم بشكل أكبر وكنت مقتنعا بأنهم هم من قاموا بخرق الاتفاقية. مع العلم أنى كنت احقق بعض الخسائر في هذا المنتج بسبب بعض الأخطاء التصنيعية او بسبب الضمان. ولم اطالبهم بها مسبقا فقمت بمطالبتهم بها أوضحت لهم انه لدي قطع يوجد بها مشاكل تصنيع او تعطلت وقت الضمان. كما أوضح لي المحاسب انه كان هناك ارتفاع في سعر بيعهم للقطع بمعدل 10% خلال العاميين الماضيين. فكيف يستطيع ذلك الشخص بيع اقل من سعر البيع الخاص بي 30% فأنا أحق منه بذلك ولا أستطيع لأنه يكون اقل من سعر التكلفة بالنسبة لي.
الاغلاق
بعد هذه المشكلة ايقنت انني سأتوقف لا محالة وكنت هنا قد ركزت على بيع هذه القطع وكانت تشكل أكبر جزء من دخلي في الورشة. وجاءت كرونا لتكمل مالم تكمله المشاكل السابقة وقام صاحب الأرض بمطالبتي بالإيجار ولم يعطيني وقت للسداد كما فعل معظم أصحاب العقار في وقت كرونا تفاهمت معه انني ملتزم معه خلال ال 8 سنوات الماضية ولم يقدر ذلك وكان حازما مما اضطرني الى عرض المركز للتقبيل والخروج ولله الحمد برأس مالي على اقل تقدير.
ماهي نصيحتك؟
انصح الشباب بالانتباه الى التالي
- العلاقات أساس أي عمل تجاري ناجح فكون علاقاتك واستفد منها.
- قد تطرح لك فرصه في أي مكان في مؤتمر في صالة انتظار المطار او لمن بجانبك في الطائرة فأغتنم الفرص.
- إذا كنت صاحب عقد حصري لمنتج سجله في وزارة التجارة لحفظ حقوقك.
- لا تيأس عندما تفشل في مشروع، بل جرب مره أخرى وصحح مشاكلك السابقة.
- لا تعتمد على مصدر دخل واحد نوع مصادر الدخل حتى اذا حصلت مشكله في هذا المصدر تستطيع الاستمرار
تستطيع ايضا قراءة
المقصف المدرسي هل هو مشروع ناجح
