بداية أحب أن أعرفك بنفسي، أسمي سراج المطوع المدير التنفيذي لشركة يورفجن للتسويق والبرمجة. ومستشار اداري وتسويقي لشركات ناشئة وصغيرة، ومؤسس لعدة مشاريع بعضها نجحت وبعضها فشلت. وقبل أن أبدأ، أتذكر كلام الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، عندما قال حتى لا يعتقد الآخرين انني أرمي اللوم على الآخرين وضعت لهذه المحاضرة عنوانه الفشل. ولا نكتفي فقط بالاعتراف بالنجاحات انما نعترف بالهزائم.
“الانتصار له الف والد اما الهزيمة فطفل يتيم، لذلك أعلن عن تبنيها بكل سرور”
البداية
من أين بدأت الفكرة؟ أنا من عشاق الفواكه، أحب الفواكه وتجلب لي السعادة بشكل كبير. اتاني أحد العملاء قبل عدة سنوات يسأل عن تطبيق للخضار والفواكه وذهب. بعد هذا السؤال جلست أمحور الفكرة، مرة مرتين.
وطلعت أنا بفكرة تطبيق للخضار والفواكه بما أني أحب الفواكه المقطعة.
الفكرة هي ان أقوم بعمل تطبيق لسلال الفواكه وأشكال لتقديم الهدايا. وكان هذا في عام 2017 كما هو موضح أدناه.
عملت على الفكرة، ورجعت من أمريكا للسعودية، وقررت أفتح محل للخضار والفواكه مع التطبيق كذلك، استلمت المحل في 2018 عملت على المشروع من محل وديكور والخ. الصور أدناه أول ما استلمت المحل
بحكم أن الشركة الأساسية لي في البحرين، كان صعب علي أن أدير الأمور لكل المشاريع وفعلياً كان عندي تشتت كبير، في فترة 2018 أمشي وأفتح مشاريع، كان حماس زايد، عدم تركيز، أبغي أجرب. لا يوجد لدي تخوف ان أخسر وكان حب التجربة والمخاطرة جداً عالي لدي.
في عام 2019 اتصلت على صديق لي وأخ، كنت ارى اهتمامه بالبزنس. طرحت عليه الفكرة مقابل مبلغ مالي ويدخل معي كشريك في التطبيق ويمسك هو الادارة.
من 2018 الى 2020 سنتين المحل والإيجار جاري ونحن نمشي على بطء، كان عندي مشكلة كبيرة وهي ان كل شيء لازم يكون ممتاز حتى ننطلق. الى ان اقتنعت بمشاريعي الاخرى الناجحة، كانت بداياتهم بسيطة جداً وحققوا نجاح عالي جداً.
افتتحنا المحل في 2020 فترة كورونا
بدأت الصدمات. كلمنا المندوب ونزلنا أول بضاعة، بمبلغ وقدرة خلال ٣ أيام البضاعة أصبحت تالفة وراح المبلغ كامل. ما لعمل إذا؟ قللت قيمة البضاعة للمرة الثانية للنصف، والمحل يا للأسف شبه فاضي، وكذلك البضاعة أصبحت تالفة وفي هذا المجال يجب ان تكون طازجة.
هنا بدأت نوعاً ما أسأل كيف؟ المحل جديد ولا يوجد اقبال عليه كثير. وظفت اثنين من العائلة يديرون المحل مع شخص من الخارج، وبحكم عدم الخبرة عندهم وعندي، كل ما أحضرنا بضاعة تتلف. سألت كم شخص ردوا هذا طبيعي في هذا المجال وتحتاج شوي وقت حتى يصبح على المحل اقبال وشوي شوي زيد الكميات.
بعدها أصبت نوعاً ما بالإحباط، لأني صرت استنزف أموال، ما حسبت حسابها من مسألة البضائع التالفة، بعد فترة بدأ المحل يصير عليه شوي اقبال، ولكن لا يغطي المصاريف. علماً بأن مجال الخضار والفواكه مجال مربح جداً جداً الخلل ليس بالمنتج، الخلل من الادارة.
بعد فترة بدأ المحل يدخل بعض المبالغ، ولكن أكرر بحكم عدم الخبرة في هذا المجال تحتاج الى اهتمام خاص بشكل يومي وتنظيف وتقطيع. بدأ المحل مرة أخرى في هبوط وأنا كنت فترتها خارج المنطقة، أخوي وولد خالي شباب كانوا يديرون المحل، ونوعاً ما أصبت بالإحباط، صرت أغذي المحل من مشاريعي الأخرى.
طبعاً أنا وضعت خطة بأن راح أمول المحل لفترة محددة إذا ما نجح راح نغلقه. بعدها بفترة تركت المحل واهملته. ولد خالي وأخوي أصبحوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم. ويأخذون بضاعة من هنا ومن هنا، ولكن المحل شبه ميت.
بعدها كلمت صاحب لي قلت له هل ترغب في ان تدير المحل، وتأخذ نسبة من الأرباح؟ قالي راح يفكر، فكر ورد أنه موافق. مسك صاحبي المحل، وفعلاً بدأ التغيير في المحل، ولكن التغيير هذا ما يسكر التزامات المحل، ولكن رجع المحل شوي، صار فيه اقبال اكثر. بعدها قررت ان أبيع المحل، لأن استنزف كثير أموال عرضناه للبيع، وخلال شهر انباع المحل تقريباً.
طيب ماهي المشاكل التي سببت خسارتي؟
١- أنا لست متفرغ وعندي شركتي ومشاريعي الأخرى
٢- التنظير سهل، لكن العمل ليس سهل
٣- عدم الخبرة في مجال الأغذية عندي وعند الشباب
٤- غياب الادارة في المحل من جهتي
مجال الخضار والفواكه يحتاج لعناية يومية ويحتاج لشخص عنده خبره أو حاب يتعلم تنظيف الخضار والفواكه والخ. طيب السؤال هل فعلاً مجال الخضار والفواكه فيه خير؟ نعم والخير يفوق ما تتوقعه، طيب شلون عرفت سراج وانت مشروعك ما نجح؟
انا اقولك كيف
المحل أجار، والي مستأجر منه عنده محل خضار وفواكه، كان كل يوم يجي ويعطي نصايح للشباب، مرة وقفت معه. سألته عن المحل، قالي شفت هذه العمارة الي مستأجر منها؟ قلت ايه؟ قال شفت العمارة الثانية الي جنبه؟ قلت اي؟ قال شفت الارض الي وراك؟ قلت اي؟ قال كلهم من خير المحل الصغير الي عندي.
قلت ما شاء الله، قال زوجت كل عيالي، سفرتهم، دخلتهم جامعات اشتريت لهم كلهم سيارات من المحل الصغير هذا. قلت ما شاء الله
الفرق وين؟ الفرق ان هذا الرجل كان هو الي يدير كل شيء بنفسه، هو الي يروح للسوق بنفسه، هو الي يسوي الأمور كلها بنفسه. لذلك اقتنعت عط الخباز خبزه ولو اكل نصه.
لماذا دخلت هذا المجال؟ حماس وحب للتجربة.
بداية كتبت كيف فشل المشروع؟ هل فعلياً أنا نادم؟ متحسف؟ لا
هل هذا المشروع سبب لي تحطيم؟ لا
أعلمك شغلة؟ رجال الأعمال يعرفون بأن التجارة هي ربح وخسارة. أكمل مسيرتك واغلق الصفحة واستمر في تحقيق أهدافك
كانت تجربة جميلة وأضافت الى خبراتي الكثير في مجال جديد
اغلقت الصفحة واستمريت في تكملة مشواري وركزت على مشاريعي الأخرى، أسست مشاريع أخرى، وشركة أخرى وراح أشاركها معكم لاحقاً
اين التطبيق؟
طيب وش سالفة التطبيق؟ الي مع شريكك في بداية الثريد؟ التطبيق هذا لتوصيل الخضار والفواكه، ولكن لأننا نبغي نقلل المخاطر، وحتى إذا ما نجح المحل التطبيق ما يفشل التطبيق. وكان قرار جداً سليم وقتها، تعاونا مع أفضل محل للخضار والفواكه في المنطقة حتى يزودنا بالمنتجات.
طيب وش صار على التطبيق؟ التطبيق لا زال قائم ومؤمن لازلت فيه، على رغم بعض التحديات الي فيه، بعد عدة أشهر ممكن أشاركم القصة.
إذا وصلت لنهاية أتمنى أنك استفدت من التجربة ولو بشكل بسيط، لا تنسى تتابعني للتجارب القادمة.